|
|
في ساحة الأعمال الدولية، يُعد العقد التجاري الوثيقة الضامنة للمصالح، لكن ترجمته الدقيقة تمثل تحديًا بالغ الخطورة. فعند دخول اللغة إلى المعادلة القانونية، قد يتحول سوء تفسير لفقرة، أو حتى خطأ في وضع علامة ترقيم كالفاصلة، إلى نقطة ضعف يمكن استغلالها في النزاعات. يهدف هذا المقال إلى استكشاف كيف يمكن للغموض (Ambiguity) الناجم عن الترجمة أن يُعرّض الشركات لخسائر مالية فادحة، مع تسليط الضوء على الفروقات الجوهرية بين نظامي القانون العام والقانون المدني، وتأكيد ضرورة الاعتماد على الخبرة القانونية المتخصصة لتجنب “الفاصلة المليونية“.
في ساحة الأعمال الدولية، يعد العقد التجاري هو الوثيقة الأساسية التي تحمي المصالح وتحدد الحقوق والالتزامات. وعندما تدخل الترجمة إلى المعادلة، يصبح مستوى الدقة المطلوب لا يطاق الخطأ، لأن التفسير القانوني الخاطئ لفقرة واحدة أو حتى لعلامة ترقيم يمكن أن يتحول إلى نزاع مكلف يهدد كيان الشركة.
خطورة الغموض (Ambiguity) في العقود الدولية
الغموض في الصياغة القانونية هو البوابة الرئيسية للخسارة. في العقود المترجمة، غالباً ما ينشأ الغموض ليس من سوء فهم للكلمات فحسب، بل من عدم الإلمام بالجمل الإجرائية التي تحمل دلالات قانونية محددة.
على سبيل المثال، الاستخدام غير الدقيق لأدوات الربط مثل “أو” (or) و “و” (and) يمكن أن يغير من طبيعة التزام إلى التزامين منفصلين، أو يقلص نطاق التعويضات بشكل جذري. المترجم القانوني المحترف لا يترجم الكلمات، بل يترجم القصد القانوني والالتزام المتوقع لضمان عدم وجود أي ثغرات يمكن أن تستغلها الأطراف الأخرى في حالة النزاع.
القانون العام مقابل القانون المدني: الفروقات الجوهرية
أحد أكبر تحديات ترجمة العقود التجارية هو التباين الجوهري بين النظم القانونية:
عند ترجمة عقد من نظام القانون العام (مثل القانون الإنجليزي) إلى نظام القانون المدني (مثل القانون العربي)، يجب على المترجم القانوني أن يجد المصطلحات المعادلة التي تؤدي الوظيفة القانونية ذاتها، بدلاً من الترجمة الحرفية التي قد تفقد المصطلح قوته القانونية أو تعارضه مع القوانين المحلية. إن الفشل في فهم هذه الفروق الجوهرية يؤدي إلى وثائق غير قابلة للتطبيق قانونياً.
دراسة حالة: الفاصلة المليونية
في أحد الأمثلة الشهيرة، أدى خطأ بسيط في وضع فاصلة في عقد تجاري دولي خاص بالبضائع إلى نزاع قضائي حول من يتحمل تكلفة النقل والتأمين. كانت الصياغة الأصلية تشير إلى أن التكلفة يتحملها الطرف (أ) “ما لم يتم، قبل الشحن، إبلاغ الطرف (ب) بغير ذلك”.
في النسخة المترجمة، تم وضع الفاصلة بشكل خاطئ، مما جعل الجملة تُقرأ بأن “ما لم يتم، قبل الشحن و إبلاغ الطرف (ب) بغير ذلك…”، مما خلق شرطين متتاليين (بدلاً من شرط واحد) يتطلب تنفيذهما من الطرف (أ). هذا التغيير في المعنى، الناجم عن سوء وضع الفاصلة، أدى إلى تحمل الطرف (أ) لخسائر تجاوزت 1.5 مليون دولار في تكاليف الشحن والتأمين غير المتوقعة، قبل تسوية النزاع.
لماذا يجب الاعتماد على مكتب متخصص وليس مترجم عام؟
ترجمة العقود التجارية ليست مهمة لغوية، بل هي مهمة قانونية-لغوية. المترجم العام، مهما كانت براعته اللغوية، يفتقر إلى:
في مكتبنا المعتمد “لوكاليزيشن_أرينا “ ، نضمن أن كل عقد تجاري يمر عبر مترجم قانوني متخصص يمتلك خبرة عملية في صياغة ومراجعة العقود في النظامين القانونيين، مما يوفر لشركتك الحماية القانونية الكاملة التي تستحقها.
لا تتردد في التواصل معنا عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني للحصول على خدمات الترجمة المعتمدة التي تحتاجها. نحن هنا لخدمتك وضمان تقديم أعلى مستويات الجودة في الترجمة.
تواصل معنا إذا كنت تبحث عن ترجمة معتمدة أو مكتب ترجمة معتمد في دمنهور.
ابدأ الآن واجعل مستنداتك جاهزة للاستخدام الرسمي في أي مكان حول العالم!
WhatsApp us - راسلنا عبر واتساب
